بسم الله الرحمن الرحيم
فى البداية سأحكى جزء من تجربتى الشخصية مع التعديلات الدستورية
فى أول الأمر كنت مشغولا بمناقشة الأمر مع أصدقائى الذين سيصوتون ب"لا" على الفيس بوك وكم استغرق ذلك من وقت لتوضيح وجهة نظرى ولدفع التهم التى وجهت إلى كثير ممن قالوا "نعم" وأهمها التبعية فكان الجدال لإثبات أن رأيى هو مولود عقلى كما كان الجدال أن من أتبعهم يملكون وجهة نظر تحترم
وكان التحول عن هذا الإتجاه -إلى حد ما- عندما لاحظت الفرق الكبير بين مخاطبة أصحاب الرأى ومخاطبة أهل الشارع .... سائقوا التاكسى والميكروباص فى مدينتنا يستجيبون بدون نقاش.... أفراد العائلة يستجيبون بغير جدال وهذان الصنفان من البشر كنت أوجه لهم خطابا مباشرا أن اذهبوا للاستفتاء واختاروا نعم
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ... قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم" ... يوم السبت الجاى بإذن الله أجازة من المدارس عارفين ليه يا جماعة؟؟؟؟ فيجيب البعض قائلا عشان الدستور ... ولا يتجاوز الحديث عن دعوة الجميع أن ننزل جميعا يوم السبت مصطحبين الزوجات والأبناء ممن بلغوا الثماني عشرة سنة لنختار "نعم" أو "لا" وأنا سأختار نعم لأنى أراه الأصلح ومن سيختار لا فلا بأس .... كانت هذه كلماتى المقتضبة إلى المصلين فى المساجد فيبدى الكثير منهم استجابة لا تتوافق أبدا مع تلك الدعوة التى لا تستند إلى حجة :)
هكذا هو الحال فى بلدنا مصر.... الناس يستجيبون للمتحدثين فى المساجد ويثقون فى صاحب المظهر اللائق ويقتنعون بآراء من يساعدونهم على المعيشة الصعبة والبعض يساند أصحاب النفوذ ومن يبذلون الخدمات والرشاوى
لأول مرة يحدث هذا التوحد فى موقف كل من
1- السلفيين وآلتهم الإعلامية هى المسجد والفضائيات التى يجتمع حولها عدد لا بأس به من أبناء بلدتنا
2- الإخوان المسلمين وآلتهم الإعلامية هى يد المساعدة التى تمتد إلى قطاع لا بأس به من أبناء هذا الوطن فالإخوان المسلمون كان لهم السبق فى بذل المال إلى الفقراء
3- لا يزال ولن يزال قطاع من أبناء وطننا يبيعون عقولهم لأصحاب النفوذ وإن لم يقدموا لهم شيئا أو لأصحاب المال حينما يقدمون لهم الرشاوى
4- أضف إلى ما سبق قطاعا لا بأس به أيضا ممن لا يتبعون أيا من هذه التصنيفات ولكنهم -قدرا- اجتمعت كلمتهم مع من ذكرت آنفا وهؤلاء تنافسوا مع أهل الفريق الثانى على نفس آلتهم الإعلامية
على الجانب الآخر يقف كل من
1- قطاع ممن لا يتبعون أيا من التصنيفات السابقة- بل يعارضونها أحيانا - اختار ما يراه مناسبا
2- قطاع ممن يسمون "مثقفين" ظنوا أنهم يشكلون الرأى العام فى مصرنا وكانت آلتهم الإعلامية غير خالصة لهم إذ زاحمهم فيها أهل الفريق الأول ولكنهم أحيانا امتلكوا آلة خالصة لهم كإحدى الفضائيات
3-المرشحين لرئاسة بلدنا أيضا اعتنقوا نفس الرأى
4- الكنيسة المصرية تبنت نفس الرأى ودعت إليه النصارى فى مصر
الحقيقة يا إخوانى أن رجل الشارع وسائق التاكسى الذى تراه ليل نهار يتحدث فى أحوال البلد وتظن للوهلة الأولى أنه متابع جيد لمنافذ الرأى التى يمتلكها أهل الفريق الثانى هو فى الحقيقة لا يعرف شيئا واضحا عما يتحدث عنه لأنه -ببساطة- لا يتابع أى شئ عن السياسة ولا أخبار البلد التى يدندن بها ليل نهار
ولأهل الفريق الثانى أوجه سؤالى:
هل المساجد صارت حكرا على أناس دون غيرهم أم أنكم لا تعرفون؟؟؟ أم ترون أن المساجد ليست ساحة مباحة للحديث عن السياسة؟؟؟ هذه مشكلتكم إذا
هل صار العمل الخيرى ومساعدة الفقراء حكرا على أناس دون غيرهم أم أنكم لا تحسنون إلا الإنفاق على المؤتمرات؟؟؟ هذه مشكلتكم أيضا
ونصيحتى لكم إخوانى أن تنزلوا إلى الشارع وتتكلموا مع الناس بأنفسكم وأن تكونوا شبابا قادة فى مجتمعاتكم فأنتم من تقفون الآن موقف المظلوم وأنتم من ظلمتم قضيتكم فى الحقيقة